حذر أطباء من كلية «بايلور» للطب بالولايات المتحدة، من أن مقاومة النوم أو الحرمان منه يعرضان الشخص للعديد من الأمراض، ويرفعان من أخطار إصابته بأمراض القلب، كما يؤثران سلبا على صحته النفسية.
ويقول أحد الباحثين إن نقص النوم قد يؤدي إلى حدوث اختلالات في أعضاء الجسم المختلفة، كالدماغ والقلب، حيث يتسبب في معاناة الفرد من التوتر والاكتئاب علاوة على ارتفاع أخطار إصابته بالأزمات القلبية والجلطات الدماغية.
ويوضح «سوبراميانيان» أن الجسم يفرز هرموني «الكورتيزول» و »الليبتين» خلال مرحلة النوم العميق، فينظم الأول وظائف الجهاز المناعي، كما يضبط مستويات الجلوكوز في الدم، فيما يتحكم الثاني بشهية الفرد؛ لذا فإن الحرمان من النوم يرفع من أخطار إصابة الأفراد بداء السكري، ومعاناتهم من السمنة.
أضرار السهر الصحية
عدم أخذ القسط الكافي من النوم يؤدي إلى ظهور أعراض وأمراض منها: التعب - الصداع - الغثيان - احمرار العينين وانتفاخهما - التوتر العصبي - القلق - ضعف الذاكرة والتركيز - سرعة الغضب - الألم في العضلات، وبعض المشكلات الجلدية كالبثور وغيرها.
1 السهر والكفاءة العضلية.:
ثبت من خلال التجارب التي أجراها عدد من علماء التربية البدنية أن الوظائف الجسمية تزداد قوتها وتنقص بين وقت وآخر خلال اليوم؛ حيث تظهر الكفاءة العضلية، وتبدأ في الزيادة تدريجيا عند الساعة الرابعة صباحا، وتبلغ مداها الأقصى في الساعة السابعة صباحا، وتستمر حتى الساعة الحادية عشر ظهرا؛ حيث يبدأ المستوى في الانخفاض التدريجي حتى الساعة الثالثة عصرا؛ حيث يزداد تدريجيا حتى الساعة السادسة مساء، ثم يعود في الانخفاض التدريجي مجددا، والانخفاض الكبير يبدأ في الساعة التاسعة ليلا، ويبلغ مداه في الساعة الثالثة صباحا.
2 السهر وجهاز المناعة.:
إن قلة النوم تسبب خللا في جهاز المناعة، وهو خط الدفاع الأول والأخير ضد الأمراض، وعندما يعتل هذا الجهاز، فهذا معناه - وبكل بساطة - الانهيار؛ ذلك أن هذا الجهاز مبرمج على ساعات اليقظة وساعات النوم التي يحتاجها الإنسان، وعند حدوث تغيير في هذه الدورة اليومية يصاب جهاز المناعة بالتشويش والفوضى.
3 السهر والأرق:
أي انعدام النوم، وإنما هو النوم المسهد الذي يكون المرء فيه بين إغفاءة وانتباه، والمؤرق حركته دائبة لا يستقر، فهو يستدير نحو كل اتجاه، ويحتال على النوم بشتى الوسائل دون فائدة، وأحيانا يكون الفكر منشغلا بموضوع السهر إن كان أمام فيلم تليفزيوني، أو أمام الإنترنت، أو مسلسل، أو مبارة، فإن امتد الأرق ليلة وليالي انحطت قوى الشخص، وتوقف العقل عن الإنتاج، وسيطر على المؤرق التشاؤم والميل إلى الوحدة، وكره المجتمعات؛ فيكره نفسه ثم يكره الحياة، فالجسم يحتاج إلى نوم هادئ وطويل، يكفي لطرح السموم العصبية التي تراكمت فيه نتيجة للأعمال الحيوية.
4 السهر والتشوهات القوامية.:
نتيجة الجلوس لفترات طويلة أمام التلفاز وغيره، خاصة إذا كان الجلوس بطريقة غير صحيحة يصاب الهيكل العظمي بأضرار وتشوهات في العظام وفقرات الظهر، مما يؤدي إلى الإصابة بالانحناء في العمود الفقري، وقال تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}.
عرضة للموت
وتشير دراسة طبية بريطانية إلى أن الأشخاص الذين لا ينامون بالقدر الكافي تزيد لديهم احتمالات الوفاة بسبب أمراض القلب، بأكثر من ضعفين، وتؤكد الدراسة أن عدم كفاية النوم له علاقة بارتفاع ضغط الدم الذي يزيد من مخاطر الإصابة بأزمات قلبية وحدوث جلطات، وأوضح تحليل شمل 10 آلاف عامل بالحكومة على مدار 17 عاما أن الذين يخفضون ساعات نومهم من سبع ساعات كل ليلة إلى خمس أو أقل يتعرضون لزيادة في الوفيات تصل إلى 7،1 أضعاف.