السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كيفكم ؟؟ ان شاء الله بخير ...
قررت بمناسبه العيد ان اتي لكم ببعض فضائله ..!
اتمنى لكم الاستفاده ..!!
ﻭﺍﻟﻌِﻴﺪُ: ﻛُﻞُّ ﻳَﻮْﻡٍ ﻓﻴﻪ ﺟَﻤﻊٌ. ﻭﺍﺷﺘِﻘَﺎﻗُﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﺩَ ﻳَﻌﻮﺩ، ﻛﺄَﻧَّﻬﻢ ﻋﺎﺩُﻭﺍ ﺇِﻟﻴﻪ. ﻭﻗﻴﻞ: ﺍﺷﺘِﻘﺎﻗُﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩَﺓِ، ﻷَﻧَّﻬُﻢ ﺍﻋﺘﺎﺩُﻭﻩ. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦُ ﺍﻷَﻋﺮﺍﺑﻲِّ :"ﺳُﻤِّﻲَ ﺍﻟﻌِﻴﺪُ ﻋِﻴﺪﺍً ﻷَﻧَّﻪ ﻳَﻌُﻮﺩُ ﻛﻞَّ ﺳَﻨَﺔٍ ﺑِﻔَﺮَﺡٍ ﻣُﺠَﺪَّﺩٍ".
1- ﺗﺨﺼﻴﺺ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻷﺿﺤﻰ:
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﻴﺎﺩ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ - ﻏﺎﻟﺒﺎ - ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺄﻣﻮﺭ ﻣﺎﺩﻳﺔ ﺃﻭ ﺩﻧﻴﻮﻳﺔ، ﻛﺎﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺒﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺴﻨﺔ، ﺃﻭ ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎﺕ ﻛﻤﻮﺳﻢ ﺍﻟﺰﺭﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﺼﺎﺩ ﺃﻭ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺃﻭ ﻣﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺷﺮﻉ ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻋﻴﺪﻳﻦ ﻣﺮﺗﺒﻄﻴﻦ ﺑﻤﻨﺎﺳﻚ ﺗﻌﺒﺪﻳﺔ. ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-:"ﻗﺪﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻟﻬﻢ ﻳﻮﻣﺎﻥ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻓﻘﺎﻝ "ﻣﺎ ﻫﺬﺍﻥ ﺍﻟﻴﻮﻣﺎﻥ"؟ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻛﻨﺎ ﻧﻠﻌﺐ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻓﻘﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ " ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﺃﺑﺪﻟﻜﻢ ﺑﻬﻤﺎ ﺧﻴﺮﺍ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻷﺿﺤﻰ ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻔﻄﺮ" ﺹ. ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ.
ﺃﻣﺎ ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻔﻄﺮ ﻓﻴﻌﻘﺐ ﺷﻬﺮ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﻙ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻓﺮﺣﺎ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎﺀ ﺷﻬﺮ ﺍﻟﺼﻮﻡ، ﻓﻬﻮ ﺇﺫﻥ ﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑﻌﺒﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻮﻡ، ﻭﺃﻣﺎ ﻋﻴﺪ ﺍﻷﺿﺤﻰ، ﻓﻤﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻨﺎﺳﻚ ﺍﻟﺤﺞ، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻘﻊ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺫﻱ ﺍﻟﺤﺠﺔ، ﻭﻫﻮ ﺇﺣﻴﺎﺀ ﻟﺴﻨﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻓﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻭﻗﻌﻪ ﻋﻈﻴﻤﺎ، ﻭﺃﺛﺮﻩ ﺟﺴﻴﻤﺎ، ﺟﻌﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-:"ﺇﻥ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺤﺮ ﺛﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﺮ (ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻌﻴﺪ)" ﺹ. ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ.
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ، ﻭﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﺪﻳﻦ، ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻷﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-:"ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ، ﺇﻥ ﻟﻜﻞ ﻗﻮﻡ ﻋﻴﺪﺍ، ﻭﻫﺬﺍ ﻋﻴﺪﻧﺎ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-:"ﻳﻮﻡ ﻋﺮﻓﺔ، ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﻨﺤﺮ، ﻭﺃﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻖ، ﻋﻴﺪﻧﺎ ﺃﻫﻞَ ﺍﻹﺳﻼﻡ (ﺍﻻﺧﺘﺼﺎﺹ)، ﻭﻫﻲ ﺃﻳﺎﻡ ﺃﻛﻞ ﻭﺷﺮﺏ" ﺹ. ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ.
ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻣﻘﺼﻮﺩ، ﺩﺭﺀﺍ ﻟﻠﺘﺸﺒﻪ ﺑﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻋﻴﺎﺩﻫﻢ، ﻭﻣﻨﺎﺳﺒﺎﺗﻬﻢ، ﻭﺍﺣﺘﻔﺎﻻﺗﻬﻢ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ:"ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺪﻉ ﺷﻴﺌﺎ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺇﻻ ﺧﺎﻟﻔﻨﺎ ﻓﻴﻪ" ﺹ. ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ.
2- ﻣﺸﺮﻭﻋﻴﺔ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻻﺑﺘﻬﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻼﻡ:
ﻟﻘﺪ ﺗﻜﻮﻧﺖ ﺻﻮﺭﺓ ﻧﻤﻄﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﻟﻔﺮﺡ ﻭﻻ ﺑﺎﻟﺒﻬﺠﺔ، ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺘﺠﻬﻢ، ﻭﺩﻳﻦ ﺍﻟﻘﻠﻖ، ﻭﺯﺍﺩ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ، ﺗﻠﻚ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﺼﻘﺖ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻭﺍﻟﺸﺪﺓ ﺑﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺼﺮﻓﺎﺕ ﺑﺮﺍﺀ. ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻟﻊ ﻟﺴﻴﺮﺓ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺰﺍﻭﺟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺪ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺡ ﻭﺍﻟﺪﻋﺎﺑﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﻭﺍﺡ.
- ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ - ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻧﻚ ﺗﺪﺍﻋﺒﻨﺎ. ﻗﺎﻝ:"ﺇﻧﻲ ﻻ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻻ ﺣﻘﺎ" ﺹ. ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.
• ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺡ ﺍﻟﻠﻄﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﻋﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﻧﺲ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ، ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻤﻪ "ﺯﺍﻫﺮﺍ"، ﻭﻛﺎﻥ ﻳُﻬﺪﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻫﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺩﻳﺔ، ﻓﻴﺠﻬﺰﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ. ﻓﻘﺎﻝ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-:"ﺇﻥ ﺯﺍﻫﺮﺍ ﺑﺎﺩﻳﺘُﻨﺎ، ﻭﻧﺤﻦ ﺣﺎﺿﺮﻭﻩ". ﻭﻛﺎﻥ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﺤﺒﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺭﺟﻼ ﺩﻣﻴﻤﺎ. ﻓﺄﺗﺎﻩ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﻮﻣﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺒﻴﻊ ﻣﺘﺎﻋﻪ، ﻓﺎﺣﺘﻀﻨﻪ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ ﻭﻫﻮ ﻻ ﻳﺒﺼﺮﻩ، ﻓﻘﺎﻝ:"ﻣﻦ ﻫﺬﺍ؟ ﺃﺭﺳِﻠﻨﻲ". ﻓﺎﻟﺘﻔﺖَ ﻓﻌﺮﻑ ﺍﻟﻨﺒﻲَّ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-، ﻓﺠﻌﻞ ﻻ ﻳﺄﻟﻮ ﻣَﺎ ﺃﻟﺼﻖَ ﻇﻬﺮَﻩ ﺑﺼﺪﺭ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺣﻴﻦ ﻋﺮﻓﻪ، ﻓﺠﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﻘﻮﻝ:"ﻣﻦ ﻳﺸﺘﺮﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺒﺪ؟". ﻓﻘﺎﻝ:"ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﺫﺍً ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﺠﺪﻧﻲ ﻛﺎﺳﺪﺍ". ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ-ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-:"ﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺴﺖ ﺑﻜﺎﺳﺪ". ﺃﻭ ﻗﺎﻝ:"ﺃﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻏﺎﻝٍ" ﺍﻟﻄﺒﺮﺍﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻭﺻﺤﺤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﺋﻞ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪﻳﺔ.
• ﺑﻞ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺃﻧﻨﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻳﻘﻮﻝ:"ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪﺍ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺒﺴﻤﺎ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-" ﺹ. ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.
• ﻭﻛﺎﻥ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﻘﻮﻝ:"ﺗﺒﺴﻤﻚ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺃﺧﻴﻚ ﺻﺪﻗﺔ" • ﻭﻳﻘﻮﻝ:"ﻻ ﺗﺤﻘﺮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﺗﻠﻘﻰ ﺃﺧﺎﻙ ﺑﻮﺟﻪ ﻃَﻠْﻖ (ﻃَﻠِﻖ، ﻃَﻠِﻴﻖ:ﻣﻨﺒﺴﻂ ﺳﻬﻞ)" ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ.ﺑُﻨَﻲَّ ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺮ ﺷﻲﺀ ﻫﻴﻦ ﻭﺟﻪ ﻃﻠﻴﻖ ﻭﻛﻼﻡ ﻟﻴﻦ
ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻟﻴﺮﺳﺦ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻻﺑﺘﻬﺎﺝ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺱ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. ﻓﻘﺪ ﻣﺮ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻋﻠﻰ ﺻﺒﻴﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ﻳﻠﻌﺒﻮﻥ، ﻓﻘﺎﻝ:"ﺍﻟﻌﺒﻮﺍ ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺃَﺭﻓَﺪﺓ (ﻟﻘﺐ ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ)، ﻟﺘﻌﻠﻢْ ﻳﻬﻮﺩُ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺩﻳﻨﻨﺎ ﻓﺴﺤﺔ، ﺇﻧﻲ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺑﺤﻨﻴﻔﻴﺔ ﺳﻤﺤﺔ" ﺹ. ﺍﻟﺠﺎﻣﻊ.
ﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺃﻥ ﻧﻔﺴﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻠﻬﻮ ﺍﻟﻤﺤﺮﻡ، ﻓﺒﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﻫﻘﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺗﻜﺜﺮ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻳﻮﻇﻔﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻤﺎﺭ، ﺃﻭ ﺷﺮﺍﺀ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻟﻌﺎﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺨﻄﻴﺮﺓ، ﺃﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺒﺬﻳﺮ ﻭﺻﺮﻑ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﺤﻖ.. ﻓﻬﺬﺍ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ، ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﻌﺼﻴﺔ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻧﺠﻌﻞ ﻓﺮﺣﻨﺎ ﻓﻴﻪ ﻗﺮﺑﻰ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ، ﻭﻟﻴﺲ ﻣﺤﺎﺩﺍﺓ ﻟﻪ، ﻭﺇﻏﻀﺎﺑﺎ ﻟﻪ. ﻭﻫﻨﺎ ﻧﻮﺩ ﺃﻥ ﻧﻬﻤﺲ ﻓﻲ ﺁﺫﺍﻥ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﺒﻬﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻭﺃﻥ ﻳﺮﻗﺒﻮﺍ ﻣﺪﺍﺧﻠﻬﻢ ﻭﻣﺨﺎﺭﺟﻬﻢ.
ﻭﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻻﺑﺘﻬﺎﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺪ - ﺃﻳﻀﺎ - ﺍﻟﺘﺠﻤﻞ ﻭﻟﺒﺲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻨﻈﻴﻒ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺇﺳﺮﺍﻑ ﻭﻻ ﻣﺨﻴﻠﺔ، ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-"ﺟﺒﺔ ﻳﻠﺒﺴﻬﺎ ﻟﻠﻌﻴﺪﻳﻦ ﻭﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﻌﺔ". ﻭﺭﻭﻯ ﺍﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﺑﺴﻨﺪ ﺻﺤﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺒﺲ ﻟﻠﻌﻴﺪ ﺃﺟﻤﻞ ﺛﻴﺎﺑﻪ. ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯﻥ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ، ﻓﻴﺨﺮﺟﻦ ﻣﺘﺒﺮﺟﺎﺕ ﺑﺰﻳﻨﺔ، ﻛﺎﺳﻴﺎﺕ ﻋﺎﺭﻳﺎﺕ. ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﺃﻥ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻗﺎﻝ:"ﻻ ﺗﻤﻨﻌﻮﺍ ﺇﻣﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺨﺮﺟﻦ ﻭﻫﻦ ﺗَﻔِﻼﺕ (ﻓﻲ ﺛﻴﺎﺏ ﻋﺎﺩﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺛﻴﺎﺏ ﺗﺒﺮﺝ ﻭﺯﻳﻨﺔ ﻭﺗﻌﻄﺮ)" ﺹ. ﺃﺑﻲ ﺩﺍﻭﺩ.
3- ﺻﻠﺔ ﺍﻷﺭﺣﺎﻡ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻌﻴﺪ:
ﺑﻌﺪ ﻧﺤﺮ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ، ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺨﺼﺺ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻭﻗﺘﺎ ﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﺍﻷﻗﺮﺑﺎﺀ، ﻛﺎﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻭﺍﻷﻋﻤﺎﻡ ﻭﺍﻷﺧﻮﺍﻝ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﺎﻻﺕ ﻭﻣﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ، ﻭﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ ﻛﺬﻟﻚ، ﻭﺗﻔﻘﺪ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ، ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻻ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﻷﻓﺮﺍﺩ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﻌﻀﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻓﻴﺼﻠﻮﻥ ﺃﺭﺣﺎﻣﻬﻢ ﻭﻳﺘﺰﺍﻭﺭﻭﻥ ﻭﻳﻠﺘﻘﻮﻥ، ﻭﻳﻔﺮﺡ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺑﻌﺾ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻘﺎﺻﺪ ﺍﻟﻌﻴﺪ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻠﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻻ ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﺁﻛﺪ. ﻭﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﺚ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺁﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻘﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﴿ ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺗَﺴَﺎﺀَﻟُﻮﻥَ ﺑِﻪِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺣَﺎﻡَ ﴾ [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ: 1]. ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-:"ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻠﻴﺼﻞ ﺭﺣﻤﻪ" ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ، ﻭﻗﺎﻝ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-:" ﻣﻦ ﺃﺣﺐ ﺃﻥ ﻳﺒﺴﻂ ﻓﻲ ﺭﺯﻗﺔ، ﻭﻳﻨﺴﺄ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺃﺛﺮﻩ، ﻓﻠﻴﺼﻞ ﺭﺣﻤﻪ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ. ﻭﺣﺴﺒﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺮﻥ ﺑﻴﻦ ﻗﻄﻴﻌﺔ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ: ﴿ ﻓَﻬَﻞْ ﻋَﺴَﻴْﺘُﻢْ ﺇِﻥْ ﺗَﻮَﻟَّﻴْﺘُﻢْ ﺃَﻥْ ﺗُﻔْﺴِﺪُﻭﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﺗُﻘَﻄِّﻌُﻮﺍ ﺃَﺭْﺣَﺎﻣَﻜُﻢْ * ﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﻌَﻨَﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﺄَﺻَﻤَّﻬُﻢْ ﻭَﺃَﻋْﻤَﻰ ﺃَﺑْﺼَﺎﺭَﻫُﻢْ ﴾ [ﻣﺤﻤﺪ: 22- 23] ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﺃﺧﺒﺮ ﺑﺄﻥ ﻗﺎﻃﻊ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻣﺤﺮﻭﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺔ. ﻗﺎﻝ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-:"ﺛﻼﺛﺔ ﻻ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ: ﻣﺪﻣﻦ ﺍﻟﺨﻤﺮ ﻭﻗﺎﻃﻊ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻭﻣﺼﺪﻕ ﺑﺎﻟﺴﺤﺮ" ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ. ﻭﻓﻲ ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ:"ﻻ ﻳﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻗﺎﻃﻊ ﺭﺣﻢ".
ﻭﺍﺻﻞ ﺍﻟﺮﺣﻢ ﻣﻮﺻﻮﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻗﺎﻃﻌﻬﺎ ﻣﻘﻄﻮﻉ ﻣﻦ ﺭﺣﻤﺘﻪ. ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺎﻝ:"ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺨﻠﻖ، ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﻓﺮﻍ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺮﺣﻢ: ﻫﺬﺍ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻟﻌﺎﺋﺬ ﺑﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ. ﻗﺎﻝ: ﻧﻌﻢ، ﺃﻣﺎ ﺗﺮﺿﻴﻦ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﻣﻦ ﻭﺻﻠﻚ، ﻭﺃﻗﻄﻊ ﻣﻦ ﻗﻄﻌﻚ؟ ﻗﺎﻟﺖ: ﺑﻠﻰ ﻳﺎ ﺭﺏ. ﻗﺎﻝ: ﻓﻬﻮ ﻟﻚ" ﻣﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ.
ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻗﺎﻝ: ﺳﻤﻌﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﻘﻮﻝ:"ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ: ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﺃﻧﺎ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ، ﺧﻠﻘﺖ ﺍﻟﺮﺣﻢ، ﻭﺷﻘﻘﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﺳﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﺳﻤﻲ، ﻓﻤﻦ ﻭﺻﻠﻬﺎ ﻭﺻﻠﺘﻪ، ﻭﻣﻦ ﻗﻄﻌﻬﺎ ﻗﻄﻌﺘﻪ" ﺹ.ﺍﻟﺘﺮﻏﻴﺐ.
ﺗﻨﺒﻴﻪ: ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﻌﻠﻠﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﺃﻗﺮﺑﺎﺀﻫﻢ ﻻ ﻳﺰﻭﺭﻭﻧﻬﻢ، ﺑﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺒﺎﺩﺭﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺯﻳﺎﺭﺗﻬﻢ. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ-:"ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺑﺎﻟﻤﻜﺎﻓﺊ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺇﺫﺍ ﻗﻄﻌﺖ ﺭﺣﻤﻪ ﻭﺻﻠﻬﺎ" ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ. ﻭﻋﻦ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ:"ﺃﻥ ﺭﺟﻼ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ، ﺇﻥ ﻟﻲ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﺃﺻﻠﻬﻢ ﻭﻳﻘﻄﻌﻮﻧﻲ، ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻳﺴﻴﺌﻮﻥ ﺇﻟﻲ، ﻭﺃﺣﻠﻢ ﻋﻨﻬﻢ ﻭﻳﺠﻬﻠﻮﻥ ﻋﻠﻲ. ﻓﻘﺎﻝ:"ﻟﺌﻦ ﻛﻨﺖ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ، ﻓﻜﺄﻧﻤﺎ ﺗﺴﻔﻬﻢ ﺍﻟﻤﻞ (ﻛﺄﻧﻤﺎ ﺗﻄﻌﻤﻬﻢ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﺭ)، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻣﻌﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻇﻬﻴﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺎ ﺩﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ".
4- ﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺇﺷﺎﻋﺔ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ:
ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻗﺪ ﺷﺮﻉ ﻹﺷﺎﻋﺔ ﺃﺟﻮﺍﺀ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺗﻤﺎﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻬﺠﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ، ﻧﺸﺮﻛﻬﻢ ﻣﻌﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺮﻭﺭﻧﺎ ﻭﻓﺮﺣﺘﻨﺎ، ﺑﺄﻥ ﻧﻌﻄﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﺤﻢ ﺍﻷﺿﺤﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﻳﺎ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ، ﻓﻴﻐﻨﻴﻬﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻮﺍﻑ ﻭﺍﻟﻤﺴﺄﻟﺔ. ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻨﺎﺅﻧﺎ ﻳﻠﺒﺴﻮﻥ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻭﻳﺘﺠﻤﻠﻮﻥ ﻭﻳﻤﺮﺣﻮﻥ ﻭﻳﻠﻌﺒﻮﻥ، ﻓﺈﻥ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻳﺮﻧﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻨﺎﺋﻨﺎ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﺍﻷﺳﻰ، ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﻥ ﻣﻨﺎ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺤﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺍﻷﻋﻄﻴﺔ ﺍﻟﻤﻔﺮﺣﺔ، ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﻧﺨﺼﺺ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺟﻴﺮﺍﻧﺎ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺍﻷﻗﺮﺑﺎﺀ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺎ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺑﻨﻴﻞ ﺃﺟﺮﻩ؛ ﻭﺑﺎﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻮﺯﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺤﺘﺎﺟﻴﻦ. ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ:"ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻤﻮﻣﻨﻮﻥ ﺇﺧﻮﺓ"، ﻭﻧﺒﻴﻨﺎ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻳﻘﻮﻝ:"ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻴﺪﻩ، ﻻ ﻳﺆﻣﻦ ﻋﺒﺪ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺐ ﻟﺠﺎﺭﻩ (ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﻷﺧﻴﻪ) ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ" ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺒﺪﻳﻊ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ، ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ- ﻗﺎﻝ:"ﺇﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻏﺮﻓﺎ، ﻳﺮﻯ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﻃﻨﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻃﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ، ﺃﻋﺪﻫﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻤﻦ ﺃﻃﻌﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ، ﻭﺃﻓﺸﻰ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﺻﻠﻰ ﺑﺎﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻧﻴﺎﻡ" ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﺣﺒﺎﻥ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻪ